للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليكفر عني ما فعلت.

وقوله: في حديث فضل أبي بكر: إلَّا خلَّة الإسلام. كذا ضبطه الأصيلي وغيره بحرف الاستثناء من نفي غيرها من الخلة، وعند بعضهم: ألا. بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الاستفتاح وابتداء الكلام، وكلاهما صحيح.

وقوله: في الحديث الآخر: لكن أُخُوَّة الإسلام. يشهد لوجه الاستثناء وللاستفتاح أيضًا وحذف الخبر من قوله: ولكن. ومن رواية الاستفتاح أيضًا اختصارًا لدلالة الكلام عليه، أي لكن خلة الإسلام ثابتة أو لازمة أو باقية وما في معناها

وقوله: إلا آكلة الخضر. أكثر الروايات فيه على الاستثناء، ورواه بعضهم: ألا. على الاستفتاح أيضًا. كأنه قال: ألا انظروا آكلة الخضر، أو اعتبروا في شأنها ونحوه وسيأتي تفسيرها ومر منه.

وفي خطبة الفتح: ألا أي شَهْر تَعْلمونه أَعظَمُ حُرْمَة؟ قالوا: ألا شهرنا. بالفتح والتخفيف فيهما، وكذلك بقية الحديث.

وفي حديث صاحبي القبرين من باب الكبائر: ألا يستتر من بوله لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا. أَو: إلا أن ييبسا. بحرف الاستثناء كذا لأبي الهيثم والحموي وإحدى روايتي الأصيلي، ولغيرهم: إلى. بحرف الغاية وهو المعروف في الحديث غير. وبدليل قوله في الرواية الأخرى: ما لم يَيْبَسا. من غير شك.

في حديث الثلاثة: فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام من صدق رسول الله ألَّا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا. كذا هو بفتح الهمزة وتشديد اللام لكافة رواة الصحيحين حيث تكرر وعند الأصيلي.

في حديث كعب بن مالك: أَلَّا أن أكون كذبته بزيادة أن والصواب الأول ومعناه أن أكون كذبته فأهلك، ولا هنا زائدة كما قال تعالى ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: ١٢] أي أن تسجد. وفي باب الشهادة عند الحاكم في

حديث أبي قتادة: وقال لي عبد الله بن صالح: فقام النبي فأداه إليَّ. كذا لأبي ذر والنسفي وعند الأصيلي: إلى من له بيِّنة. وكلاهما صحيح.

وفي حديث ابن عمر: إنك لضخم أَلَّا تدعُني أَسْتَقْرِئُ لك الحديث. كذا رويناه وقيدناه عن الأسدي بتشديد اللام وضم العين وفتح ما بعدها، أي إن جفاءك وغباوتك يحملانك على العجلة لتركك استماع حديثي وقطعه عليَّ بقوله: ليس عن هذا أسألك. فأنت ضخم جاف من أجْل فعلك هذا، فيكون بمعنى التي للوم والعرض، ورواه بعضهم: أَلَا. بمعناها للعرض والتحضيض. وعند ابن الحذَّاء ألا تدعُني أستقرئ بضمهما. وقوله: إلا يشِفُّ فإنه يصف، بكسر الهمزة أي: إنْ لم يكن لخفته يشف أي يُبدي ما وراءه ويظهره فإنه يصف ما تحته برقته بانضمامه عليه أي يظهره كوصف الواصف لذلك.

وفي باب من ملك من العرب رقيقًا: نا ابن عون كتبت إلى نافع فكتب إليَّ. كذا لأبي ذر والأصيلي وجمهورهم، ولبعضهم: كتب إليَّ نافع. على الاختصار، والأول معروف وكذا ذكره البخاري في تاريخه مبينًا: كتبتُ إلى نافع أسئلة فكتب إليَّ.

وفي الجلوس في الأفنية: فإن أبيتم إلا المجلس. كذا هو حيث وقع وهو الصواب، وجاء في باب الجلوس في الأفنية لسائر رواة البخاري: فإن أتيتم إلى المجالس. من الإتيان وهو تغيير وقد ذكرناه قبل.

وفي حديث موسى والخضر: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. ذكر بعضهم أن إلا هنا بمعنى ولا، أي ما نقص علمي ولا علمك، ولا ما أخذ من البحر العصفور، شيئًا من علم الله، أي أن علم الله لا يدخله نقص

<<  <  ج: ص:  >  >>