للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيهِ أَو لعِلَّة أَو نقص مِنْهُ وهما مِمَّا لَا يتم الْكَلَام إِلَّا بِهِ وَلَا يسْتَقلّ إِلَّا

بإلحاقه وَمَا وَقع من الْخلاف فِي بعض ذَلِك من زِيَادَة أَو نقص مِمَّا اخْتصَّ بالمتون إِذْ قد ذكرنَا مَا جَاءَ من ذَلِك فِي الْأَسَانِيد فِي بَاب الأوهام قبل إِذْ هُوَ مَوْضِعه وَقد ذكرنَا من أَوْهَام الْمُتُون فِي ذَلِك مَا لم يَنْتَظِم فِي هَذَا الْبَاب

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا الْفَنّ من عُلُوم الحَدِيث بَاب كَبِير وَضرب فِي هَذِه الْأُصُول كثير لَا سِيمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فَمِنْهُ مَا هُوَ وهم من بعض الروَاة عَنْهُم وَمِنْه مَا هُوَ مِمَّن فَوْقهم مِمَّن نبهنا عَلَيْهِ وتقدمنا غَيرنَا من الْحفاظ المتقنين إِلَى التَّنْبِيه عَلَيْهِ مِمَّن هُوَ وَمِنْه مَا قصر المُصَنّف مُقْتَصرا على التَّنْبِيه على بَقِيَّة الحَدِيث بِذكر حرف مِنْهُ وطرف من جملَته أما لتكراره فِي بَاب آخر بِكَمَالِهِ أَو لشهرة الحَدِيث أَو لم يكن مُرَاده مِنْهُ فِي الْبَاب إِلَّا اللَّفْظ الَّذِي ذكر فنبه على بَقِيَّة الحَدِيث أَو لغَرَض كَانَ لَهُ فِي ذَلِك وَأكْثر مَا جَاءَ ذَلِك فِي جَامع البُخَارِيّ وَهَذَا الْفَنّ من علم الحَدِيث يُسَمِّيه أَصْحَابه الإطراف وَقد صنفوا كتبا على ذَلِك اختصارا للمتون وعناية بِالْإِسْنَادِ الَّذِي عَلَيْهِ معول جَمَاهِير حفاظ الحَدِيث وَهُوَ أصل صناعتهم وَرَأس مَال بضاعتهم فَمن ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب تيَمّم الْجنب قَوْله عَن الرجل يتَيَمَّم ثمَّ يدْرك المَاء قَالَ سعيد عَلَيْهِ الْغسْل كَذَا عِنْد شُيُوخنَا فِي رِوَايَة يحيى وَعند غَيره فِي بعض الرِّوَايَات عَن عبد الله عَن يحيى عَن الرجل الْجنب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمَرْأَة ترى فِي الْمَنَام مَا يرى الرجل كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند أبي مُصعب وَغَيره يرى فِي الْمَنَام وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَعَلِيهِ تَرْجَمَة الْبَاب وَمعنى الْمَسْأَلَة وَفِي النَّهْي عَن دُخُول الْمَسْجِد برِيح الثوم وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة كَذَا التَّرْجَمَة فِي كتاب أبي الْوَلِيد الْبكْرِيّ وَأبي عَليّ الجياني عَن يحيى وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وَمن وافقهما وَسقط قَوْله وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة لبَقيَّة رُوَاة يحيى وثباته الصَّوَاب لدُخُول حَدِيث سَالم وَفعله ذَلِك تَحت التَّرْجَمَة وَفِي بعض النّسخ وتغطية الْفَم وَالْأنف فِي الصَّلَاة وَفِي بَاب الْعَتَمَة وَالصُّبْح حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي وجد غُصْن شوك بطرِيق كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَغَيرهمَا وَذكر حَدِيث الشُّهَدَاء وَتمّ الحَدِيث عِنْد يحيى بن يحيى فِي رِوَايَة ابْنه عبيد الله وَلَيْسَ دَاخل الْبَاب شَيْء يتَعَلَّق بالترجمة وَعند سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ زِيَادَة بعد ذكر الشُّهَدَاء وَلَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا وَلَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبوا وَبِه تتنظم التَّرْجَمَة ويستقيم التَّأْلِيف وَقد رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى كَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَهَذَا الْفَصْل جَاءَ مُفردا عِنْد يحيى فِي بَاب النداء وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي وَرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمَعْنى كَذَا عِنْد يحيى وَغَيره وَعند أبي مُصعب زِيَادَة إِلَى غير ستْرَة وَبِه كملت فَائِدَة الحَدِيث وفقهه وَفِي حَدِيث أبي عمر فِي الِالْتِفَات فَالْتَفت فغمزني كَذَا ليحيى وَغَيره وَعند ابْن بكير ومطرف وَأبي مُصعب فَالْتَفت فَوضع يَده فِي قفاي وَهُوَ تَفْسِير معنى الغمز وتبيين هَذِه اللَّفْظَة الْمُشْتَركَة وَيرْفَع الِاحْتِمَال وَأَنه بِالْيَدِ لَا مَا ذكره ابْن وضاح أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ أَن توجه إِلَى الْقبْلَة وَفِي صَلَاة الْجَالِس خرج فِي مَرضه فَأتى الْمَسْجِد فَوجدَ أَبَا بكر وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي سقط لفظ الْمَسْجِد فِي رِوَايَة القَاضِي ابْن سهل وَالْقَاضِي التَّمِيمِي وَابْن عتاب من شُيُوخنَا وَلابْن

<<  <  ج: ص:  >  >>