للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وواصلها بمعونته ونصرته يستحق اسم واصل، وقد بين ذلك قوله - عليه السلام -: "بلو أرحامكم ولو بالسلام" (١). فأعلم أمته أن المتعاهد لرحمه ولو بالسلام خارج من معنى القاطع وداخل في معنى الواصل، (فواصلها) (٢) بما هو أعلى وأكثر أحق أن يكون خارجًا من معنى القاطع.

فصل:

والشجنة: أصلها بالكسر والضم، شعبة من غصون الشجر. ومعناه: قرابته مشبكة بعضها ببعض، قاله أبو عبيد (٣). وقال غيره: يقال هذا شجر متشجن إذا التف بعضه ببعض، ومنه الحديث المتقدم ذو شجون، أي: يدخل بعضه في بعض.

وقال الطبري: [الشجنة] (٤) الفعلة من قولهم: شجن فلان على فلان إذا حزن عليه فشجن عليه شجنًا، والمعنى: أن الرحم حزينة مستعيذة بالله تعالى من القطيعة (٥).

وقال ابن التين: "شجنة من الرحمن" (مشتقة) (٦) منه بمعنى أنها قرابة (من الله) (٧)، مشتبكة كاشتباك العروق، بالضم وبه قرأناه،


(١) رواه البيهقي في "الشعب" ٦/ ٢٢٦ - ٢٢٧ (٧٩٧٢)، (٧٩٧٣) من حديث سويد بن عامر، وأنس بن مالك.
(٢) مكررة بالأصل.
(٣) "غريب الحديث" ١/ ١٢٩.
(٤) ساقطة من الأصل، والمثبت من "شرح ابن بطال".
(٥) انظر: "شرح ابن بطال" ٩/ ٢٠٥ - ٢٠٦.
(٦) في الأصل: مشعبة.
(٧) من (ص ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>