للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صرف منها شيئًا لغير الله فهو مشرك كافر. والاستغاثة من نوع الدعاء والطلب؛ لأن فيها طلب الغوث أي الدعاء المشتمل على ذلك فهي من أهم أنواع العبادات.

قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ رحمه الله: "فالاستغاثة المنفية نوعان:

أحدهما: الاستغاثة بالميت مطلقًا في كل شيء.

الثاني: الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق، فليس لأحد أن يسأل غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله لا نبيا ولا غيره" (١).

وقال الشوكاني رحمه الله: "ولا خلاف أنه يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيما يقدر على الغوث فيه من الأمور ولايحتاج مثل ذلك إلى استدلال فهو في غاية الوضوح وما أظنه يوجد فيه خلاف" (٢).

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "والاستغاثة الشركية التي أنكرناها هي ما يأتي بيانه؛ وهي الاستغاثة بالغائب أو الميت أو الحي الحاضر الذي لا يقدر، وأما الجائزة فهي طلب الحي الحاضر" (٣).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الاستغاثة أقسام:

الأول: الاستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ (٤) رحمه الله قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعًا يديه مستقبل القبلة يقول: "اللهم أنجز لي


(١) كتاب الاستغاثة في الرد على البكري ص ٣٥٩. وانظر الفتاوى ١/ ٣٢٩.
(٢) الدر النضيد ص ٩.
(٣) شرح كشف الشبهات ص ١١٩.
(٤) يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>