للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحج: ١٧] أفرد المشركين عن اليهود والنصارى" (١).

ومن أشرك بالله فقد كفر بالأوامر. قال الرازي: "والشرك أيضًا الكفر" (٢).

وقال الراغب: "يقال: أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر" (٣).

قال ابن حزم: "واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارا. واختلفوا في تسميتهم مشركين" (٤).

ثم نص القول في تسميتهم مشركين في كتابه، وبين أن قوله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ} كقوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} والرمان من الفاكهة.

والخلاصة أن الكفر أشمل من الشرك فكل شرك كفر وليس كل كفر شركًا. ومن أمثلة ذلك الاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو القرآن فإنه كفر وليس شركا كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: ٦٥ - ٦٦]. والكفر يطلق على الجحود، والإلحاد، والنفاق، والاستكبار، والاستحلال والإعراض فهذه كلها داخلة في الكفر.

أما الأمور الشركية كعبادة غير الله من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم ودعائهم من دون الله، وطلب الحوائج منهم، وعبادتهم عبادة كاملة مع نسيان الله بالكلية فهذا يطلق عليه شرك وكفر. قال العسكري في الفروق: "الكفر يقع على ضروب


(١) المفردات (ش ر ك).
(٢) مختار الصحاح (ش ر ك).
(٣) المفردات (ش رك).
(٤) مراتب الإجماع ص ١١٩، ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>