للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإني لعبد الضيف ما دام ثاويًا .... وما فيَّ إلا تيك من شيمة العبد" (١)

وقال جلال الدين السيوطي في تفسير الجلالين: "فلما آتاهما ولدًا صالحًا جعلا له شركاء، وفي قراءة بكسر الشين والتنوين أي شِركًا فيما آتاهما بتسميته عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبدًا إلا لله وليس بإشراك في العبودية لعصمة آدم" (٢).

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: "إنَّ هذا الشرك في مجرد تسمية، لم تُقصد حقيقتها" (٣).

وقد علَّق علي ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن بقوله: "وهو مَحْمَل حسن، يُبيِّن أن ما وقع من الأبوين، من تسميتهما ابنهما عبد الحارث: إنما هو مجرد تسمية، لم يقصدا تعبيدَه لغير الله، وهذا معنى قول قتادة: شُركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته" (٤)

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله -: "وإذا تأملت سياق الكلام من أوله إلى آخره مع ما فسره به السلف تبين قطعًا أن ذلك في آدم وحواء عليهما السلام فإن فيه غير موضع يدل علي ذلك والعجب ممن يكذب بهذه القصة وينسى ما جرى أول مرة ... وليس المحذور في هذه القصة بأعظم من المحذور في المرة الأولى" (٥).

ويؤيد صحة القصة الشيخ عبد العزيز بن باز فيقول: "بل هو كما قال ابن عباس وغيره من السلف، وإن المعصية قد وقعت منهما، والمعصية قد تقع من الأنبياء إذا كانت صغيرة كما قال العلماء، ويُحتمل أنهما حينما فعلًا ذلك كانا يعتقدان جواز ذلك فلهذا فعلاه ولم يعلما أنه منكر وإنما كرهاه أولًا ثم خضعا لوسوسته


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٧/ ٣٣٨ - ٣٣٩. وقال بعد ذلك: "وقال قوم: إن هذا راجع إلى جنس الآدميين والتبيين عن حال المشركين من ذرية آدم عليه السلام، وهو الذي يُعوَّل عليه".
(٢) تفسير الجلالين للآية ١٩٠، من سورة الأعراف.
(٣) انظر: فتح المجيد ص ٥٢٦.
(٤) المرجع السابق.
(٥) تيسير العزيز الحميد ص ٦٣٨، ٦٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>