للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال السهسواني: "طلب الشفاعة منه - صلى الله عليه وسلم - في حياته ثابت بلا شك، وكذلك طلب الشفاعة منه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، وهذا لا ينكره أحد .. وأما حصول الإذن الآن بالشفاعة التي تكون يوم القيامة فثبوته غير مسّلم" (١).

يقول ابن تيمية: "إن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعا عند أحد من أئمة المسلمين ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابهم القدماء وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين ذكروا حكاية عن العتبى أنه رأى أعرابيًا أتى قبره وقرأ هذه الآية وأنه رأى في المنام أن الله غفر له وهذا لم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين الذين يفتى الناس بأقوالهم ومن ذكرها لم يذكر عليها دليلًا شرعيًا. ومعلوم أنه لو كان طلب دعائه وشفاعته واستغفاره عند قبره مشروعا لكان الصحابة والتابعون لهم بإحسان أعلم بذلك وأسبق إليه من غيرهم ولكان أئمة المسلمين يذكرون ذلك وما أحسن ما قال مالك: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها" (٢).

وهذه المسألة كانت مثار جدل بين من يتزلفون للقبور وبين من يدعون لإخلاص الدين لله وحده.

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ في كشف الشبهات": "فإن قال (٣):


(١) صيانة الإنسان ص ٣٦٣، ص ٣٧٢. انظر: مجموع الفتاوى ١/ ١٣٤. الوسيلة والتوسل ص ١٢١. هذه مفاهيمنا ص ١٦٧. الاقتضاء ٢/ ٨٢٣. الدرر السنية ٢/ ١٥٨. هذه مفاهيمنا ص ١٥١. تيسير العزيز الحميد ص ٢٩٥ بتصرف يسير.
(٢) مجموع الفتاوى ١/ ٢٤١.
(٣) قال الشيخ ابن عثيمين: "قوله: فإن قال يعني إذا قال لك المشرك المشبه: هل تنكر شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وهو يقول هذا من أجل أن يلزمك بجواز دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - عسى أن يشفع لك عند الله إذا دعوته. فقل له: لا أنكر هذه الشفاعة ولا أتبرأ منها" شرح كشف الشبهات للشيخ محمد بن عثيمين من مجموع الفتاوى ٧/ ٦٩، ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>