للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث بنعمة الله عليه بالسيادة المطلقة، فقال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" (١).

الجوارح: وهو أن يستعملها بطاعة المنعم، وعلى حسب ما يختص بهذه النعمة.

فمثلًا: شكر الله على نعمة العلم: أن تعمل به، وتعلمه الناس.

وشكر الله على نعمة المال: أن تصرفه بطاعة الله، وتنفع الناس به.

وشكر الله على نعمة الطعام: أن تستعمله فيما خلق له، وهو تغذية البدن، فلا تبني من العجين قصرًا مثلًا، فهو لم يخلق لهذا الشيء" (٢).

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أن ثلاثة من بني إسرائيل، أبرص وأقرع وأعمى ... الحديث قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "وهذا حديث عظيم، وفيه معتبر، فإن الأولين جحدا نعمة الله، فما أقرا لله بنعمته، ولا نسبا النعمة إلى المنعم بها، ولا أديا حق الله، فحل عليهما السخط. وأما الأعمى فاعترف بنعمة الله، ونسبها إلى من أنعم عليه بها، وأدى حق الله فيهما، فاستحق الرضى الله بقيامه بشكر النعمة لما أتى بأركان الشكر الثلاثة التي لا يقوم الشكر إلا بها، وهي: الإقرار بالنعمة ونسبتها إلى المنعم، وبذلها فيما يحب" (٣).

وذكر الشيخ ابن عثيمين من فوائد الحديث: "بيان أن شكر كل نعمة بحسبها، فشكر نعمة المال أن يبذل في سبيل الله، وشكر نعمة العلم أن يبذل لمن سأله بلسان الحال أو المقال، والشكر الأعم أن يقوم بطاعة المنعم في كل شيء" (٤).


(١) مسلم: كتاب الفضائل/ باب تفضيل النبي - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلائق.
(٢) القول المفيد من مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٦٩٤، ٦٩٥.
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٦٢٧، ٦٢٨، ط. المكتب الإسلامي.
(٤) القول المفيد من مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٦٩٤، ٦٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>