للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والشكر من أعلى مراتب العبد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن سنة الله في الأنبياء والمؤمنين أنه يبتليهم بالسَّراء والضراء لينالوا درجة الشكر والصبر ... " (١).

وقال الإمام ابن القيم: "على حسب صبر العبد وشكره تكون قوة إيمانه وآيات الله إنما ينتفع بها من آمن بالله ولا يتم له الإيمان إلا بالصبر والشكر فإن رأس الشكر التوحيد ورأس الصبر ترك إجابة داعي الهوى، فإذا كان مشركًا متبعًا هواه لم يكن صابرًا ولا شكورًا .. " (٢).

وقال ابن عثيمين في بيان موقف العبد حال المصيبة: "الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين يرى أن هناك مصائب أعظم منها وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين، وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفّر له بها حتى الشوكة يشاكها"، كما أنه قد يزداد إيمان المرء بذلك" (٣).

فائدة: في قوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: ٨٢].

قال ابن عثيمين: "أكثر المفسرين على أنه على حذف مضاف، أي: أتجعلون شكر رزقكم، أي: ما أعطاكم الله من شيء من المطر ومن إنزال القرآن، أي: تجعلون شكر هذه النعمة العظيمة أن تكذبوا بها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان ذكرها في المطر، فإنها تشمل المطر وغيره.


(١) العقيدة الأصفهانية ص ١٢٩.
(٢) الفوائد ص ١٣١.
(٣) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٦٩٤، ٦٩٥، وانظر القول المفيد ط ٢١/ ٢١٦، ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>