للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والتحاكم إليها والاستنصار بها" (١).

وتفسير العلماء للطاغوت ببعض أنواعه لا يدل على الحصر، وإنما هو من باب التفسير بالمثال أو من باب التنصيص على بعض أفراد العام لمعنى خاص فيه.

وقال ابن القيم: "الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع (٢)، فطاغوت كل قومٍ من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة الله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم انصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته، وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم، ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معًا" (٣).

وجاء في فتاوى اللجنة: "معنى الطاغوت العام هو كل ما عبد من دون الله مطلقًا تقربًا إليه بصلاة أو صيام أو نذر أو ذبيحة أو لجوء إليه فيما هو من شأن الله لكشف ضر أو جلب نفع أو تحكيمًا له بدلًا من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ونحو ذلك" (٤).

وفيها أيضًا أن الطاغوت: "من دعا إلى الشرك أو لعبادة نفسه أو ادعى شيئًا من علم الغيب أو حكم بغير ما أنزل الله متعمدًا ونحو ذلك" (٥).


(١) تفسير القرآن العظيم ١/ ٥٥٣.
(٢) قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن هذا التعريف: "إنه أحسن ما قيل في تعريف الطاغوت". انظر: شرح الأصول الثلاثة من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ١٥٣.
(٣) إعلام الموقعين ١/ ٥٠.
(٤) فتاوى اللجنة ١/ ٥٤١.
(٥) فتاوى اللجنة ١/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>