للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: "والطيرة التشاؤم بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية" (١).

والطيرة الشركية يوضحها حديث ابن عمرو - الآتي -: "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك" وحديث: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردّك" (٢) فحقيقة الطيرة الشركية ما دفعت الإنسان إلى العمل بها أما التي لا تؤثر على عزم الإنسان من التشاؤم فليس بطيرة. فكل طيرة وتشاؤم حمل الإنسان على المضي فيما أراده أو رده عنه اعتمادا عليها فهي شرك. ومفهوم الحديث: أن من لم تثنه الطيرة عن عزمه فإنها لا تضره، فلا تعود عليه بمعصية أو شرك، كما لا تضره فيما يستقبل من عمله وما عزم عليه، قال ابن حجر: "من وقع له ذلك فسلَّم لله ولم يعبأ بالطيرة لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك" (٣).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في قوله: "إنما الطيرة ما أمضاك أوردك": "هذا حد الطيرة المنهي عنها بأنها ما أوجب للإنسان أن يمضي لما يريده ولو من الفأل، فإن الفأل إنما يستحب لما فيه من البشارة والملاءمة للنفس، فأما أن يعتمد عليه ويمضي لأجله مع نسيان التوكل على الله، فإن ذلك من الطيرة، وكذلك إذا رأى أو سمع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته، فإن ذلك أيضا من الطيرة" (٤).

* الدليل من الكتاب: قال تعالى {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣١)} [الأعراف: ١٣١] وقال تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} [يس: ١٩].


(١) القوادح في العقيدة ص ٥٠، ٥١.
(٢) انظر تخريج الحديث في الأدلة.
(٣) فتح الباري ١٠/ ٢١٣.
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>