للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعني بالواق الصرد، وبالحاتم الغراب، سموه حاتما لأنه كان عندهم يحتم بالفراق" (١).

وقال الحافظ: "أصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر، فإن رأى الطير طار يمنة، تيمن به، واستمر وإن طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك" (٢).

قال البغوي: "فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون لشيء منها تأثير في اجتلاب نفع أو ضر" (٣).

وإنما أضيفت الطيرة إلى الطير، لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير، فعلقت به. وكذلك عرّفه ابن حجر فقال: "الطيرة والتشاؤم بمعنى واحد" (٤).

وقال العلامة محمد الطاهر بن عاشور: "إنما غلب لفظ الطيرة على التشاؤم؛ لأن للأثر الحاصل من دلالة الطيران على الشؤم دلالةً أشد على النفس؛ لأن توقع الضر أدخل في النفوس من رجاء الخير" (٥).

وقال أيضًا: "الطيرة في الأصل تكلف معرفة دلالة الطير على خير أو شر من تعرُّض نوع الطير، من صفة اندفاعه، أو مجيئه، ثم أطلق على كل حدث يتوهَّم منه أحدٌ أنه كان سببًا في لحاق شرٍّ به، فصار مردافًا للتشاؤم" (٦).

* فحدُّ الطيرة الشرعي هو: التشاؤم بالطيور، والأسماء، والألفاظ، والبقاع، والأشخاص، والأزمان أو هو التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم وهذا تعريف ابن القيم.


(١) مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٠.
(٢) فتح الباري ١٠/ ٢١٢.
(٣) شرح السنة ١٢/ ٧٠.
(٤) الفتح ٦/ ٦١. وانظر للاستزادة: الدرر السنية ١٠/ ٣٣٩.
(٥) التحرير والتنوير ٥/ ٦٥.
(٦) التحرير والتنوير ١١/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>