للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكم فيقع به التكليف فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن العمل بالطيرة والامتناع من تصرفاتهم بسببها وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطير، والطيرة وهي محمولة على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه عندهم" (١).

قال ابن القيم: "فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه إنما هو في نفسه وعقيدته، لا في المتطير به فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده، لا ما رآه وسمعه. فأوضح - صلى الله عليه وسلم -. لأمته الأمر، وبين لهم فساد الطيرة، ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة، ولا فيها دلالة، ولا نصبها سببًا لما يخافونه ويحذرونه، ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى" (٢).

وما يقع في القلب حال المضي والتوكل لا يكاد يسلم منه أحد كما جاء في قول ابن مسعود: "وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" (٣). قال الإمام البغوي: "فأما ما يقع في قلبه من محبوب ذلك ومكروهه فليس بطيرة، إذا مضى لحاجته وتوكل على ربه. قال ابن عباس: إن مضيت فمتوكل، وإن نكصت فمتطير" (٤).

٦ - فائدة: أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رفعه: "لا طيرة، والطيرة على من تطير".

وقال إبراهيم: قال عبد الله: "لا تضر الطيرة إلا من تطير" (٥).

قال ابن تيمية: "وإنما تضر الطيرة من تطير لأنه أضر بنفسه فأما المتوكل على الله فلا" (٦).


(١) شرح مسلم ٥/ ٢٢.
(٢) مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٤.
(٣) انظر كلام الشيخ حمد بن معمر في الدرر السنية ١١/ ٤١.
(٤) شرح السنة ١٢/ ١٧٠.
(٥) شرح السنة للبغوي ١٢/ ١٧٠.
(٦) مجموع الفتاوى ٤/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>