للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن القيم: "اعلم أن التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف، وأما من لم يبال به ولم يعبأ به شيئًا لم يضره البتة" (١).

وقال ابن عثيمين: "والإنسان إذا فتح على نفسه باب التشاؤم، ضاقت عليه الدنيا، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم، حتى أنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته، ثم قابله رجل ليس له إلا عين واحدة تشاءم وقال: اليوم يوم سوء وأغلق دكانه، ولم يبع ولم يشتر - والعياذ بالله - وكان بعضهم يتشاءم بيوم الأربعاء ويقول: إنه يوم نحس وشؤم، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال، ولا سيما في النكاح، وقد نقضت عائشة - رضي الله عنها - هذا التشاؤم، بأنه - صلى الله عليه وسلم - عقد عليها في شوال، وبنى بها في شوال، فكانت تقول: "أيكن كان أحظى عنده مني؟ " والجواب: لا أحد" (٢).

وقال ابن القيم: "واعلم أن من كان معتنيًا بالطيرة قائلا بها كانت إليه أسرع من السيل إلى منحدره، وتفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه، ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه، وينكد عليه عيشه" (٣).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "فالواجب على العبد التوكل على الله ومتابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يمضي لشأنه لا يرده شيء من الطيرة عن حاجته فيدخل في الشرك" (٤).

وقال رحمه الله: "فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى واعتصم بحبله المتين، وتوكل على الله، قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها، وبادر خواطرها من قبل استمكانها" (٥).


(١) مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٠.
(٢) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٩/ ٥١٤، وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٣٢.
(٣) مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٠، ٢٣١.
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٤٢٧.
(٥) تيسير العزيز الحميد ص ٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>