وما بك من تُقىً فيها وخيرٍ ... فتلكَ مواهبُ الربِّ الجليلِ
وليس بها ولا منها ولكِن ... من الرحمنِ فاشكُر للدليلِ" (١)
وكلامه المنقول قد ذكر بعضه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد. قال الشيخ ابن عثيمين معلقا على ذلك: "وخلاصة ما ذكر ابن القيم في تفسير ظن السوء ثلاثة أمور:
الأول: أن يظن أن الله يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق فهذا هو ظن المشركين والمنافقين في سورة الفتح قال تعالى: {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا}[الفتح ١٢].
الثاني: أن ينكر أن يكون ما جرى بقضاء الله وقدره، لأنه يتضمن أن يكون في ملكه سبحانه ما لا يريد، مع أن كل ما يكون في ملكه فهو بإرادته.
الثالث: أن ينكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق الحمد، لأن هذا يتضمن أن تكون تقديراته لعبا وسفها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله لا يقدر شيئا أو يشرعه إلا لحكمة قد تكون معلومة لنا وقد تقصر عقولنا عن إدراكها، ولهذا يختلف الناس في علل الأحكام الشرعية اختلافًا كبيرًا بحسب ما عندهم من معرفة حكمة الله، سبحانه وتعالى.
ورأي الجهمية والجبرية أن الله يقدر الأشياء لمجرد المشيئة لا لحكمة، قالوا: لأنه لا يسأل عما يفعل، وهذا من أعظم سوء الظن بالله، لأن المخلوق إذا تصرف لغير حكمة سمي سفيهًا؛ فما بالك بالخالق الحكيم؟. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا