للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: ٨٥]، وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: ٢٠٨].

والتفريق بين الإسلام والإيمان من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين السلف - رحمهم الله - ولهم فيها ثلاثة أقوال:

القول الأول: إنهما شيء واحد فلا فرق بين الإسلام والإيمان:

وممن قال بذلك:

الإمام البخاري حيث بوّب في صحيحه فقال: "باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام الإيمان والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي - صلى الله عليه وسلم - له، ثم قال: "جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم" فجعل ذلك كله دينًا. وما بين النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: ٨٥] " (١).

قال ابن حجر: "تقدم أن المصنف يرى أن الإيمان والإسلام عبارة عن معنى واحد فلما كان ظاهر سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام وجوابه يقتضي تغايرهما، وأن الإيمان تصديق بأمور مخصوصة والإسلام إظهار أعمال مخصوصة أراد أن يرد ذلك بالتأويل إلي طريقته، قوله وبيان أي مع بيان الاعتقاد والعمل دين. وقوله وما بين أي مع ما بين للوفد أن الإيمان هو الاسم حيث فسره في قصتهم بما فسر به الإسلام هنا وقوله أي مع ما دلت عليه الآية أن الإسلام هو الدين، ودل عليه خبر أبي سفيان أن الإيمان هو الدين فاقتضى ذلك أن الإسلام والإيمان أمر واحد هذا محصل كلامه" (٢).


(١) أخرجه البخاري (٣٧).
(٢) فتح الباري ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>