للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن نصر المروزي يرى أن الإيمان هو الإسلام فيقول: "وقالت طائفة وهم الجمهور الأعظم من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث الإيمان الذي دعا الله العباد إليه وافترضه عليهم هو الإسلام الذي جعله الله دينًا ارتضاه لعباده ودعاهم إليه" (١).

ونقل عنه شيخ الإسلام أنه قال: "وقد ذكرنا تمام الحجة في أن الإسلام هو الإيمان، وأنهما لا يفترقان ولا يتباينان" (٢).

الإمام الحافظ ابن منده حيث بوب لذلك في كتاب الإيمان فقال: "ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب والسنة أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد" (٣).

وإلى هذا الرأي يذهب ابن عبد البر حيث قال: "الذي عليه جماعة أهل الفقه والنظر أن الإيمان والإسلام سواء بدليل ما ذكرنا من كتاب الله عز وجل قوله: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: ٣٥، ٣٦] وعلى القول بأن الإيمان هو الإسلام جمهور أصحابنا وغيرهم من الشافعية والمالكية وهو قول داود وأصحابه وأكثر أهل السنة والنظر المتبعين للسلف والأثر إلى أن قال والصحيح عندنا ما ذكرت لك" (٤).

القول الثاني: إنهما شيئان متغايران مطلقًا سواء اجتمعا أو افترقا:

وقال به جماعة من السلف منهم:


(١) تعظيم قدر الصلاة للمروزي ٢/ ٥٢٩.
(٢) مجموع الفتاوى ٧/ ٣٦٥.
(٣) الإيمان لابن منده ١/ ٣٢١.
(٤) التمهيد لابن عبد البر ٩/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>