للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد علق شيخ الإسلام على هذا الحديث فقال: "فهذا رجل شك في قدرة الله تعالى، وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا، لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا أيضًا على هذا الحديث: "فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق، فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك، وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى، وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت كفر، لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلا بذلك، ضالا في هذا الظن مخطأ، فغفر الله له ذلك، والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك، وأدنى هذا أن يكون شاكا في المعاد، وذلك كفر إذا قامت حجة النبوة على منكره حكم بكفره ... " (٢).

وقال في موضع آخر: "فهذا الرجل كان قد وقع له الشك، والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم بعدما أحرق وذري، وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك .. " (٣).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في معرض حديثه عن حكم من جحد فرضا من فرائض الإسلام: " ... وأما من جحد ذلك جهلا، أو تأويلا يعذر فيه صاحبه فلا يكفر صاحبه به، كحديث الذي جحد قدرة الله عليه، وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح، ومع هذا فقد غفر الله له، ورحمه لجهله، إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عنادًا أو تكذيبًا" (٤).


(١) مجموع الفتاوى ٣/ ٢٣١.
(٢) مجموع الفتاوى ١١/ ٤٠٩. وانظر أيضًا ٧/ ٦١٩، ٢٣/ ٣٤٨، ٢٨/ ٥٠١. والرد على البكري ص ٢٥٩.
(٣) مجموع الفتاوى ١/ ٤٩١.
(٤) مدارج السالكين ١/ ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>