للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدًّا سموا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم الغرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين: هم أشد هؤلاء غربة" (١).

ثم ذكر صفات هؤلاء الغرباء فقال: "ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي - صلى الله عليه وسلم - التمسك بالسنة إذا رغب عنها الناس وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم. وتجريد التوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر الناس، وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحده، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقًّا وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم" (٢).

ثم ذكر صفات الواحد منهم فقال: "فهو غريب في دينه لفساد عقائدهم، غريب في في تمسكه بالسنة، لتمسكهم بالبدع، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريب في صلاته لسوء صلاتهم، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم، غريب في معاشرته لهم لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم، وبالجملة فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهّال، صاحب سنة بين أهل بدع، داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر والمنكر معروف" (٣).


(١) مدارج السالكين ٣/ ١٩٥، ١٩٦.
(٢) مدارج السالكين ٣/ ١٩٧.
(٣) مدارج السالكين ٣/ ١٩٩، ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>