للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: كان يقال إنها دواب البطن. قال: ولم يفسر الغول. قال أبو الزبير: هذه الغول التي تغوَّل" (١).

وقد اختلف العلماء في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا غول" على أربعة أقوال:

الأول: أن الغول شيء يخوف به، ولا وجود له (٢).

كما قال الشاعر:

أيقنتُ أن المستحيل ثلاثة ... الغول والعنقاء والخل الوفي

وقال آخر:

الغول والخل والعنقاء ثالثة ... أسماء أشياء لم توجد ولم تكن

قال أبو السعادات: "الغول أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا، أي: تتلون تلونا في صور شتى وتغوُلهم، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبطله" (٣).

الثاني: أن الغول كان موجودًا، ثم رفعه الله - سحانه تعالى -، وإلى هذا ذهب الطحاوي فقال بعد أن أورد حديث أبي أيوب (٤): "يحتمل أن يكون الغول كان على ما في حديث أبي أيوب. ثم رفعه الله تعالى عن عباده، على ما في حديث جابر، وذلك أولى ما حملت عليه الآثار المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا، أو فيما أشبهه، ما وجد


(١) صحيح مسلم (٢٢٢٢).
(٢) ذكر مشهور حسن سلمان: أن الدميري نسب هذا القول إلى محققي العلماء ولكن وقع في كلام الدميري اضطراب. انظر: كتاب الغول ص ٧٤ وما بعدها فقد جاء حفظه الله بالأقوال الثلاثة مع تفصيلها.
(٣) النهاية (غ و ل).
(٤) قال أبو أيوب - رضي الله عنه - أنه كان في سهوة له - يعني التمر - فكانت الغول تجيء فتأخذ ... الحديث أخرجه الإمام أحمد (٢٣٩٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>