للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- عز وجل - إن شاء عفا عنه، وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانما، غير مبتلى بالنار ولا معاقب على ما ارتكب واكتسبه ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الاثام والأوزار، وإن شاء عفا عنه وعذبه مدة بعذاب النار، وإذا عذبه لم يخلده في النار، بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار" (١).

وفي لوامع الأنوار قال: "قال الحافظ العلامة شمس الدين محمد بن عبد الهادي الحنبلي من بني قدامة في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: "أول خلاف حدث في الملة في الفاسق الملي هل هو كافر أو مؤمن؟

فقالت الخوارج: إنه كافر.

وقالت جماعة: إنه مؤمن.

وقالت طائفة المعتزلة: هو لا مؤمن ولا كافر منزلة بين منزلتين وخلدوه في النار.

واعتزلوا حلقة الحسن البصري وأصحابه فسموا معتزلة.

وأما أهل السنة فلم يخرجوه من الإسلام ولم يحكموا عليه بخلود في النار وإنما هو فاسق بكبيرته مؤمن بإيمانه، وهو تحت مشيئة الله تعالى ولهذا قال:

ويفسق المذنب بالكبيرة ... كذا إذا أصر بالصغيرة

لا يخرج المرء من الإيمان ... بموبقات الذنب والعصيان" (٢)

وقال الإمام ابن باز - رحمه الله -: "ولهذا شرع الله في حق الزاني الحد بالجلد إذا كان بكرًا يجلد مائة جلدة ويغرّب عامًا، وهكذا شارب السكر يجلد ولا يقتل، وهكذا السارق تقطع يده ولا يقتل. فلو كان الزنا وشرب السكر والسرقة توجب الكفر الأكبر لقُتلوا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من بدل دينه فاقتلوه" (٣) " (٤).


(١) عقيدة أصحاب أهل الحديث من الرسائل الكمالية ص ١٠٣، ١٠٤.
(٢) لوامع الأنوار ص ٣٦٤.
(٣) أخرجه البخاري (٣٠١٧) (٦٩٢٢).
(٤) مجموع الفتاوى لابن باز ص ٥٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>