للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيحة مما لا يجوز إطلاقه، وكانت في أول حدوثها ألقابا زائدة عن الاسم، ثم استعملت أسماء، وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهيًا عنه من جهتين، مثل شهاب الدين، فإن الشهاب الشعلة من النار، ثم إضافةُ ذلك إلى الدين، وقد بلغ الحال في أندنوسيا التسمية بنحو: ذهب الدين، ماس الدين، وكان النووي رحمه الله يكره تلقيبه بمحيي الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية يكره تلقيبه بتقي الدين، ويقول: "لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر"" (١).

قال الشيخ ابن عثيمين: "وأما التسمي بشيخ الإسلام مثل أن يقال: شيخ الإسلام ابن تيمية، أو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، أي أنه الشيخ المطلق الذي يرجع إليه الإسلام فهذا لا يصح إذ أن أبا بكر - رضي الله عنه - أحق بهذا الوصف لأنه أفضل الخلق بعد النبيين، ولكن إذا قصد بهذا الوصف أنه جدد في الإسلام وحصل له أثر طيب في الدفاع عنه فلا بأس بإطلاقه.

وأما بالنسبة للتسمي بـ "الإمام" فهو أهون بكثير من التسمي بـ "شيخ الإسلام" لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى إمام المسجد إمامًا ولو لم يكن عنده إلا اثنان. لكن ينبغي أن ينبه أنه لا يتسامح في إطلاق كلمة إمام إلا على من كان قدوة وله أتباع كالإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ممن له أثر في الإسلام؛ لأن وصف الإنسان بما لا يستحق هضم للأمة؛ لأن الإنسان إذا تصور أن هذا إمام وهذا إمام هان الإمام الحق في عينه. قال الشاعر:

ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضي من العصا

ومن ذلك أيضًا "آية الله، حجة الله، حجة الإسلام" فإنها ألقاب حادثة لا تنبغي؛ لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل.


(١) رسالة تسمية المولود ص ٥٣، ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>