للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السراج البلقيني بها" (١).

وقد أطلق الذهبي في السير على ابن عمر - رضي الله عنه - شيخ الإسلام (٢).

كما لقب بهذا اللقب جماعات من أهل العلم منهم ابن المبارك (٣).

ومنهم أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، قال الإمام أحمد بن حنبل لرجل سأله: عمَّن أكتب؟ قال: اخرج إلى أحمد بن يونس اليربوعي فإنه شيخ الإسلام (٤).

ولكن هذا اللقب حصل له من الابتذال ما جعل الجهلة يتلقبون به ويوضح لنا شمس الدين السخاوي ذلك بقوله: "وابتُذلت هذه اللفظة، فوصف بها على رأس المائة الثامنة، وما بعد ذلك من لا يُحصى كثرة، حتى صار لقبًا لكل من ولي القضاء الأكبر، ولو كان عاريًا عن العلم والسن، وغيرهما، بل صار جهلة الموقعين وغيرهم يجمعون جُلَّ الأوصاف التي لا توجد الآن متفرقة في سائر الناس للشخص الواحد، والعجب ممن يُقرُّهم على ذلك، فإنا لله وإنا إليه راجعون" (٥).

وقال الشيخ بكر أبو زيد: "وتكره التسمية بكل اسم، أو مصدر، أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ "الدين" أو لفظ "الإسلام" مثل نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام، وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين: "الدين" و"الإسلام" فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم، والأكثر على الكراهة، لأن منها ما يوهم معاني غير


(١) الجواهر والدرر ١/ ٦٦، ٦٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣/ ٢٠٤.
(٣) انظر الجواهر والدرر ١/ ٦٦.
(٤) تذكرة الحفاظ ١/ ٤٠١، سير أعلام النبلاء ١٠/ ٤٥٧، طبقات الحفاظ ١/ ١٧٨، تهذيب التهذيب ص ٤٤.
(٥) الجواهر والدرر ١/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>