للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خصوصا في العرب، لانقطاع النبوة فيهم ... وهي على أصناف: منها ما يتلقونه من الجن فإن الجن كان يصعدون إلى جهة السماء، فيركب بعضهم بعضا، إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام، فيلقيه إلى الذي يليه، إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن، فيزيد فيه، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين، وأرسلت عليهم الشهب، فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١٠) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} [الصافات.١٠ - ١١].

ثانيها: ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبًا، أو يطلع عليه من قرب لا من بعد.

ثالثها: ما يستند إلى ظن وتخمين، وحدس وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه.

رابعها: ما يستند إلى التجربة والعادة، فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وكل ذلك مذموم شرعًا" (١).

ومما يدخل في الكهانة:

أولا: العرّاف: وقد سبق أن بينا معناه والفرق بينه وبين الكاهن (٢).

ثانيًا: المنجم: وهو من يخبر بالغيب عن طريق النجوم ويستدل على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية وقد سبق الحديث عنه (٣).


(١) فتح الباري ١٠/ ٢٢٧.
(٢) انظر: باب (العراف).
(٣) انظر: باب (التنجيم).

<<  <  ج: ص:  >  >>