للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابنُ جَريرٍ في تفسيرِ قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}: "ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين، فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه، فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمُه حكمَه ... " (١).

وقال القرطبي في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} أي: "يعاضدهم ويناصرهم على المسلمين فحكمه كحكمهم في الكفر والجزاء وهذا الحكم باق إلى يوم القيامة وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين" (٢).

وقال ابن جرير عند تفسيره لقوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: ٢٨]. قال - رحمه الله -: "لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ... " (٣).

وقال البغوي: {فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (٨٦)}، أي معينًا لهم على دينهم، قال مقاتل: وذلك حين دُعي إلى دين آبائه فذكر الله بنعمه، ونهاه عن مظاهرتهم على ما هم عليه" (٤).


(١) تفسير الطبري ٦/ ١٦.
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٦/ ٢١٧.
(٣) تفسير الطبري ٦/ ٣١٣.
(٤) تفسير البغوي ٣/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>