للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخير الذي يحصل للناذر موافقة قدر. كموافقة سائر الأسباب" (١).

ومن ظن أنه لا تحصل حاجة من حاجاته إلا بالنذر فإنه اعتقاد محرم لأنه ظن أن الله لا يعطي إلا بمقابل، وهذا سوء ظن بالله وسوء اعتقاد فيه - سبحانه وتعالى -، بل هو المتفضل المنعم على خلقه (٢).

نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي قوله: "وقد ينضمُّ إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض، أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر، وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضًا "فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئًا" والحالة الأولى تقارب الكفر، والثانية خطأ صريح.

قلت (٣): بل تقرب من الكفر أيضًا" (٤).

ونخرج بأقوال أهل العلم أن النذر له تعلقان:

الأول: من جهة صرفه للمنذور له تعظيمًا فيطلق عليه من هذه الجهة عبادة يجب أن تصرف لله وحده.

الثاني: من جهة إلزام نفس الإنسان ما جعله الله في حل وفي ذلك زيادة تكليف على نفسه فيطلق عليه من هذه الجهة مكروه. ومع ذلك فإنه إذا صاحب هذا النذر اعتقاد أو ظن أن النذر يرد القدر أويمنع من حصول المقدر أو ما شابه ذلك فإنه يزاد على كراهة النذر تحريم ذلك الاعتقاد فيجتمع في حقه الكراهة والتحريم، والله أعلم.


(١) شفاء الصدور ٦٦، ٦٧.
(٢) التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص ١٦٠.
(٣) القائل هو الحافظ ابن حجر.
(٤) فتح الباري ١١/ ٥٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>