للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأدلة كلها وتتوافق الأحاديث" (١).

وقال ابن كثير: "وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض" (٢).

وقد قيل في حكمهم غير ذلك، فمنهم من قطع لهم بالجنة، ومنهم من قطع لهم بالنار ومنهم من توقف والقول بأنهم يمتحنون يجمع بين الأدلة ويدفع عنها التناقض.

وقال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ رحمهُ اللهُ: "وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض فيه لأجلها من كرهه، فإن من قطع لهم بالنار كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم جاءت نصوص تدفع قوله ... " (٣).

وممن اختار القول بأنهم يُمتحنون الشيخ ابن باز، قال: "وهذا القول هو أصح الأقوال في أهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الدعوة الإلهية وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وجماعة من السلف والخلف - رحمة الله عليهم جميعًا - " (٤). واختاره أيضًا الشنقيطي في أضواء البيان (٥) وبه أفتت اللجنة الدائمة (٦)، والشيخ محمد بن عثيمين (٧).

وقال الشنقيطي رحمهُ اللهُ: "والتحقيق أنهم معذورون بالفترة في الدنيا، وأن الله يوم القيامة يمتحنهم بنار يأمرهم باقتحامها، فمن اقتحمها دخل الجنة، وهو الذي كان


(١) طريق الهجرتين ٣٦٩.
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٣٠.
(٣) درء التعارض ٨/ ٤٠١.
(٤) فتاوى إسلامية جمع محمد المسند ٢/ ٦٦.
(٥) أضواء البيان ٣/ ٤٨٢.
(٦) مجلة البحوث الإسلامية العدد ٤٠ ص ٩٥.
(٧) فتاوى إسلامية جمع محمد المسند ٢/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>