للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في مختار الصحاح.

وقد انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية من جعل الإيمان مجرد التصديق ورد عليهم من وجوه كثيرة فكان مما قال رحمهُ اللهُ: "وليس لفظ الإيمان مرادفًا للفظ التصديق كما يظنه طائفة من الناس فإن التصديق يستعمل في كل خبر" (١).

وقال أيضًا: " ... فإن الإيمان مشتق من الأمن، فإنما يستعمل في خبر يؤتمن عليه المخبر كالأمر الغائب الذي يؤتمن عليه المخبر ... فاللفظ متضمن مع التصديق معنى الائتمان أو الأمانة، كما يدل عليه الاشتقاق والاستعمال، ولهذا قالوا: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف:١٧]، أي لا تقرّ بخبرنا ولا تثق به، ولا تطمئن إليه ولو كنا صادقين، لأنهم لم يكونوا عنده ممن يؤتمن على ذلك، فلو صدقوا لم يأمن لهم ... " (٢).

وقال ابن القيم رحمهُ اللهُ: "فإن الإيمان ليس مجرد التصديق وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد" (٣).

وقال الراغب الأصفهاني في قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}، قيل معناه: "بمصدق لنا، إلا أن الإيمان هو التصديق الذي معه أمن" (٤).

فمعنى الآية ما أنت بمصدق لنا التصديق الجازم الذي يتبعه عمل وهو عدم المؤاخذة بفعلهم، فلم يعطهم الأمن. فيكون معنى الإيمان في اللغة: التصديق


(١) مجموع الفتاوى ٧/ ٥٢٩. وانظر كتاب الإيمان لابن تيمية ص ٢٧٤.
(٢) مجموع الفتاوى ٧/ ٢٩١، ٢٩٢.
(٣) كتاب الصلاة ص ٢٥.
(٤) المفردات ص ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>