للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الثوري: "هو رأي محدث أدركنا السلف على غيره" (١).

وقال ابن جرير: "والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل" (٢).

قال أبو عبيد: "اعلم رحمك الله أن أهل العلم والعناية بِالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين:

فقالت إحداهما: الإيمان بِالإخلاص له بِالقلوبِ وشهادة الألسنة وعمل الجوارح.

وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بِالقلوبِ والألسنة، فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبِر، وليست من الإيمان.

وإذا نظرنا في اختلاف الطائفتين، فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الإيمان بِالنية والقول والعمل جميعًا، وينفيان ما قالت الأخرى" (٣).

وعرفه القاضي أبو يعلى فقال: "هو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، فالباطنة أعمال القلبِ، وهو تصديق القلبِ والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات" (٤).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "ومن هذا البابِ أقوال السلف وأئمة السنة في الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون قول بِاللسان واعتقاد بِالقلبِ، وعمل بِالجوارح، وكل هذا صحيح، فإذا قالوا: قول


(١) الإبانة ٢/ ٩٠٣.
(٢) تفسير ابن جرير ١/ ١٠١.
(٣) الإيمان ص ٥٣، ٥٤.
(٤) مسائل الإيمان ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>