للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بِالقلبِ وإقرار بِاللسان وعمل بِالجوارح" (١).

وقال محمد بِن أبِي حاتم سمعت الإمام البخاري قبل موته بِشهر يقول: "كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص" (٢).

فالسلف - رحمهم الله - رأوا أن الإيمان هو هذه الأمور الثلاثة: "اعتقاد بِالجنان وقول بِاللسان وعمل بِالأركان" وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان. وقد نقل الإجماع عنهم على هذا التعريف أبو عبيد القاسم بن سلام (٣) والشافعي (٤) والبخاري (٥) واللالكائي (٤) والبغوي (٦) وابن عبد البر (٧) وغيرهم وهذا الإجماع منهم مبني على أدلة صريحة من الكتابِ والسنة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمقصود هنا أن من قال من السلف: الإيمان قول وعمل، أراد قول القلبِ واللسان وعمل القلبِ والجوارح ومن أراد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك فزاد الاعتقاد بِالقلبِ، ومن قال: قول وعمل ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يفهم منه النية، فزاد ذلك، ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوبا لله إلا بِاتباع السنة، وأولئك لم يريدوا كل قول وعمل، وإنما أرادوا ما


(١) الشريعة للآجري ص ١١٩.
(٢) الشريعة للأجري ص ١٢٠.
(٣) شرح أصول الاعتقاد للالكائي ٤/ ٩١٣.
(٤) الإيمان لابن تيمية ص ١٩٧.
(٥) فتح الباري ١/ ٤٧.
(٦) شرح السنة ١/ ٣٨.
(٧) التمهيد ٩/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>