للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع الناس عقبات وخطوات ومن عقباته بعد الكفر بالله وبدينه عقبة البدعة إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله وقد انخدع به كثير من الناس فوقعوا في البدع التي حذر الله ورسوله منها فمن ذلك رفع القبور والبناء عليها وإيقاد السرج والشموع عِنْدَها. وشد الرحال إليها ومن ذلك التبرك بالصالحين وتتبع آثارهم والتوسل بالذوات أو بالجاه ومن ذلك إحداث أعياد لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح ومن ذلك الصلاة لله عند القبر، والذبح لله عند القبر.

والأمور المبتدعة عند القبور مراتب ودركات أشنعها سؤال الميت، والاستغاثة به والسجود له ومن البدع التمسح به وتعظيمه واتخاذه مسجدا وعيدا وإكرامه بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها. وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرِّقاع فيها وأخذ تربتها تبركا والكتابة على القبر، وإفاضة الطيب عليها، وإلقاء الخرق على الشجر، اقتداء بمن عبد اللات والعزى وهذه حال من اتبع سبل الشيطان في تحسين المعاصي والبدع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفيهم من ينظم القصائد فى دعاء الميت والاستشفاع به والاستغاثة أو يذكر ذلك فى ضمن مديح الأنبياء والصالحين فهذا كله ليس بمشروع ولا واجب ولا مستحب باتفاق أئمة المسلمين ومن تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب وكثير من الناس يذكرون فى هذه الأنواع من الشرك منافع ومصالح ويحتجون عليها بحجج من جهة الرأى أو الذوق أو من جهة التقليد والمنامات ونحو ذلك" (١).

وكما أثرت البدع على التوحيد فقد أثرت في السنة فعَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ


(١) مجموع الفتاوى ١/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>