للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثُّمَالِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ، إِنَّا قَدْ أَجْمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ. قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: رَفْعُ الأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْقَصَصُ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا أَمْثَلُ بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي وَلَسْتُ مُجِيبَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا قَالَ لِمَ قَالَ لأَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بدْعَةً إِلَّا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنْ السُّنَّةِ" فَتَمَسُّكٌ بسُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ" (١).

وعن حسان بن عطية قال: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة" (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فلا تجد قط مبتدعًا إلا وهو يحب كتمان النصوص التي تخالفه ويبغضها ويبغض إظهارها وروايتها والتحدث بها ويبغض من يفعل ذلك، كما قال بعض السلف: ما ابتدع أحد بدعة إلا نزعت حلاوة الحديث من قلبه" (٣).

وقال ابن عثيمين رحمهُ اللهُ: "إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاترًا في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها، فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة، فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف.


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (١٧٠٩٥) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ١٨٨: (وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو منكر الحديث) وجوّد الحافظ حديثه هذا في الفتح ١٣/ ٢٥٣. قال ابن رجب: "وقد رُوي عن ابن عمر من قوله نحو هذا" جامع العلوم والحكم ٢/ ١٢٨.
(٢) شرح أصول الاعتقاد (١٢٩) ١/ ١٠٤.
(٣) درء التعارض ١/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>