للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فضله، وأساء الظن به، وكل هذا ينافي كمال التوحيد، وربما ينافي أصل التوحيد، فالتألي على من هو عظيم يعتبر تنقصا في حقه" (١).

وأما إن كان على جهة حسن الظن بالله فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره" (٢).

* فائدة: ومما يحسن ذكره هنا: أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لأحد بعينه أنه من أهل الجنة أو النار.

يقول أبو إسماعيل الصابوني: "ويعتقد ويشهد أصحاب الحديث أن عواقب العباد مبهمة، لا يدري أحد بم يختم له، ولا يحكمون لواحد بعينه أنه من أهل الجنة، ولا يحكمون على أحد بعينه أنه من أهل النار، لأن ذلك مغيب عنهم" (٣).

وقال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ: "ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار نرجو للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله" (٤).

ويستثنى من ذلك: من شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصحابه بأعيانهم بأنهم من أهل الجنة، حيث روى الترمذي بسنده عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة" (٥).

قال الإمام أحمد في رسالته إلى مسدد بن مسرهد: "وأن نشهد للعشرة بالجنة وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ١٠٨٧. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ٢٦٣.
(٢) انظر حاشية على كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٣٨٨.
(٣) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٨٢.
(٤) طبقات الحنابلة ١/ ٢٤٤، ٢٤٥.
(٥) أخرجه الترمذي برقم (٣٧٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>