للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرحمن بن عوف الزهري، وأبو عبيدة ابن الجراح" (١).

وقال: "ولا ننزل أحدًا من أهل القبلة جنة ولا نارًا إلا من شهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة" (٢).

وقال شيخ الإسلام رحمهُ اللهُ: "وأما الشهادة لرجل بعينه بأنه من أهل النار أو الجنة فليس لأحد ذلك إلا بنص صحيح يوجب، كالعشرة الذين بشرهم الصادق -صلى الله عليه وسلم- بالجنة ومنهم من جوز ذلك لمن استفاض في الأمة الثناء عليه كعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- وأمثاله" (٣). وقال أيضًا: "وأما توقف الناس في القطع بالجنة فلخوف الخاتمة" (٤).

وقال شارح الطحاوية: "لا نقول عن أحد معين من أهل القبلة إنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من أخبر الصادق -صلى الله عليه وسلم- إنه من أهل الجنة كالعشرة -رضي الله عنهم- وغيرهم، وإن كنا نقول: إنه لا بد أن يدخل النار من أهل الكبائر من شاء الله إدخاله النار، ثم يخرج منها بشفاعة الشافعين، ولكنا نقف في الشخص المعين فلا نشهد له بجنة ولا نار إلا عن علم، لأن الحقيقة باطنة، وما مات عليه لا نحيط به. ولكن نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين" (٥).

وقال الشيخ ابن باز رحمهُ اللهُ: "الحمد لله والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كثر الإعلان في الجرائد عن وفاة بعض الناس، كما كثر نشر التعازي لأقارب المتوفين، وهم يصفون الميت فيها بأنه مغفور له أو مرحوم أو ما أشبه ذلك من كونه من أهل الجنة، ولا يخفى على كل من له إلمام بأمور الإسلام وعقيدته بأن ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا الله، وأن عقيدة أهل السنة


(١) هو عامر بن عبد الله بن الجراح مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
(٢) طبقات الحنابلة ١/ ٣١٢، ١٣٣.
(٣) المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١/ ١٠٩ وعزاها لكتاب مختصر الفتاوى ص ٢٥٧.
(٤) المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١/ ١١٠ وعزاها لكتاب مختصر الفتاوى ص ٢٥٧.
(٥) شرح العقيدة الطحاوية ص ٤٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>