للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفاءً بحقهم علينا -كما تقولون-، هذا هو الشرك، سواء بسواء، فالذي يتبرك بالحجر أو بالشجر أو بالقبر قد اتخده إلهًا، وإن كان يزعم أنه ليس بإله، الأسماء لا تغير الحقائق، إذا سميت الشرك توسلًا، أو محبة للصالحين، أو وفاءً بحقهم، نقول: الأسماء لا تغير الحقائق" (١).

* فائدة: بعض الناس قد يتبرك بقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن مظاهر ذلك الدعاء والصلاة عِنْدَه أو يعتقد أن الدعاء عِنْدَ قبره -صلى الله عليه وسلم- مستجاب أو أنه أفضل من الدعاء في المساجد والبيوت أو يعتقد أن الصلاة عِنْدَ القبر أرجى للقبول فيقصد زيارته لذلك. قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ عن هذا الفعل ونحوه: "فهذا من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين وهي محرمة، وما علمت في ذلك نزاعا بين أئمة الدين" (٢).

فكل ما عمل عِنْدَه من عبادة أو اعتكاف أو ما شابهه بقصد البركة بقبره فإن هذا من البدع المحدثة في الدين.

قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ: "لو كان للأعمال عِنْدَ القبرِ فضيلة لفتح للمسلمين باب الحجر فلما منعوا من الوصول إلى القبر وأمروا بالعبادة في المسجد علم أن فضيلة العمل فيه لكونه في مسجده" (٣).

ومن المنكرات وضعهم اليد للتبرك على شباك حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحلف البعض بذلك بقوله: وحق الذي وضعت يدك على شباكه، وقلت الشفاعة يا رسول الله (٤).


(١) إعانة المستفيد ١/ ٢١٣، ٢١٤،٢٢٣.
(٢) الرد على البكري ص: ٥٦.
(٣) الفتاوى ٢٧/ ٢٣٦، ٢٣٧. انظر: التبرك ٣٢٤ وما بعدها.
(٤) حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ص ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>