للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنفعة أو دفع المضرة" (١).

وقرر الشيخ صالح الفوزان: "أن من طلب البركة من حجر أو شجر فقد أشرك بالله سبحانهُ وتعالى، لأن الحجر والشجر لا يخلق البركة ولا يوجدها، ولا هو سبب في حصولها، وإنما الذي يوجدها هو الله سبحانهُ وتعالى ... فالاعتماد على الله سبحانهُ وتعالى في كل الأمور، وإنما نتخذ الأسباب لأن الله امرنا باتخاذ الأسباب، وأما النتائج فهي عند الله سبحانهُ وتعالى، نحن لا نعتمد على الأسباب، وإنما نعتمد على الله، ونحن لا نعطل الأسباب، لأن الله أمرنا بذلك، تعطيل الأسباب عجز وتعطيل للمنافع، التي جعلها الله سبحانهُ وتعالى في الأشياء، كما قال بعض العلماء: "الاعتماد على السبب شرك، وترك السبب قدح في الشرع"؛ لأن الشرع أمرك باتخاذ الأسباب "والاعتماد على الأسباب شرك"؛ لأنه اعتماد على غير الله.

فهذه مسألة يجب على طالب العلم أن يفقهها وأن يعرفها، وأن يتأملها جيدًا، وأن يوضحها للمسلمين، لإزاحة الشبهات، وإزاحة التضليل الذي يَرُوج عند بعض الناس بسبب الجهل، أو بسبب سوء القصد ... والآن عَبَدة القبور يقولون: هذا ليس بشرك، هذا توسُّل، وهذا محبة للأولياء والصالحين، إن أولياء الله الصالحين لا يرضون بهذا العمل، ولا يرضون أن تُجعل قبورهم أوثانًا تُعبد من دون الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، فدلّ على أن تعظيم القبور والتبرك بها يجعلها أوثانًا تُعبد من دون الله.

فالحاصل؛ أن هذا فيه دليل على أن العبرة في المعاني لا في الألفاظ، فاختلاف الألفاظ لا يؤثر، وإن سّميتموه توسّلًا، أو سّميتموه إظهارًا لشرف الصالحين، أو


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>