للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: مسحت يدي على أحمد بن حنبل ثم مسحت يدي على بني وهو ينظر، فغضب غضبًا شديدًا، وجعل ينفض نفسه ويقول: عمن أخذتم هذا وأنكره إنكارًا شديدًا" (١).

قال ابن رجب: "وكذلك التبرك بالآثار، فإنما كان يفعله الصحابة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم ... ولا يفعله التابعون مع الصحابة، مع علو قدرهم فدل على أن هذا لا يفعل إلا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل التبرك بوضوئه، وفضلاته، وشعره، وشرب فضل شرابه وطعامه" (٢).

فالصواب أن التبرك بالصالحين وآثارهم بدعة، وبعض أهل العلم يرى أنه من الشرك الأصغر.

أما ما ذهب إليه النووي وابن حجر والشوكاني من جوازه لأن الصحابة تبركوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا قياس مع الفارق.

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله: "ذكر بعض المتأخرين أن التبرك بآثار الصالحين مستحب كشرب سؤرهم والتمسح بهم أو بثيابهم، وحمل المولود إلى أحد منهم ليحنكه بتمرة حتى يكون أول ما يدخل جوفه ريق الصالحين والتبرك بعرقهم ونحو ذلك، وقد أكثر من ذلك أبو زكريا النووي في شرح مسلم في الأحاديث التي فيها الصحابة فعلوا شيئا من ذلك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- (٣) وظن أن بقية الصالحين في ذلك كالنبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا خطأ صريح لوجوه:

منها عدم المقاربة فضلًا عن المساواة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الفضل والبركة ومنها عدم


(١) طبقات الحنابلة ١/ ٢٢٨ ونقلها العليمي كما في الطبقات إلا أنه قال: فجعل ينفض يده المنهج ١/ ٤٢٨.
(٢) كتاب الحكم الجدير بالإذاعة من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "بُعثت بين يدي الساعة" لابن رجب ٥٥.
(٣) انظر: شرح النووي ١٥/ ٨٦، ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>