للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدًا"" (١).

وقال ابن القيم رحمه الله: "والعيد ما يعتاد مجيئه وقصده: من مكان وزمان.

فأما الزمان، فكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى: عيدنا أهل الإسلام" (٢).

وأما المكان، فكما روى أبو داود في سننه أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني نذرت أن أنحر إبلًا ببوانة، فقال: "أبها وثن من أوثان المشركين، أو عيد من أعيادهم؟ " قالا: لا. قال: "فأوف بنذرك" (٣). وكقوله: "لا تجعلوا قبري عيدًا" (٤).

والعيد: مأخوذ من المعاودة، والاعتياد، فإذا كان اسما للمكان فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة، أو لغيرها، كما أن المسجد الحرام، ومنى، ومزدلفة، وعرفة، والمشاعر، جعلها الله تعالى عيدًا للحنفاء ومثابة، كما جعل أيام التعبد فيها عيدًا.

وكان للمشركين أعيادٌ زمانية ومكانية، فلما جاء الله بالإسلام أبطلها، وعوض الحنفاء منها عيد الفطر، وعيد النحر، وأيام منى، كما عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة البيت الحرام، وعرفة، ومنى والمشاعر. فاتخاذ القبور عيدًا هو من أعياد المشركين التي كانوا عليها قبل الإسلام، وقد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سيد القبور، منبها به على غيره" (٥).

* الدليل من السنة: عن علي بن الحسين: أنه رأى رجلًا يجيء إلى فُرْجَةً كانت عِنْدَ قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال: ألا أحدثكم عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا فإن


(١) نقلًا عن تيسير العزيز الحميد ص ٢٠٠، ٢٠١.
(٢) أخرجه أبو داود (٢٤١٩)، وأحمد (١٧٥١٤)، والترمذي (٧٧٣) وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
(٣) أخرجه أبو داود (٣٣١٣)، وابن ماجه (٢١٣١).
(٤) أخرجه أبو داود (٢٠٤٢)، وأحمد (٨٧٩٠).
(٥) إغاثة اللهفان ١/ ١١٩٠، ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>