للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضى والتسليم، وعدم المنازعة وانتفاء المعارضة والاعتراض" (١).

ويقول شيخ الإسلام: "فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن وأما من كان ملتزما لحكم الله ورسوله باطنًا وظاهرًا لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة" (٢).

وقال العلامة ابن القيم: "من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد حكّم الطاغوت وتحاكم إليه" (٣).

ونقل الحافظ ابن كثير في تاريخه -البداية والنهاية- قال: "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين" (٤).

وذكر هذه المسألة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في كتاب التوحيد ضمن باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله؛ حيث ذكر من نصوص الباب قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١]، ولم يكتف بهذا بل عقد لها بابًا مستقلًا فقال: "باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله" وذكر فيه


(١) التبيان في أقسام القرآن ص ٢٧٠.
(٢) منهاج السنة ٥/ ١٣١.
(٣) أعلام الموقعين لابن القيم ١/ ٥٠.
(٤) الياسا أو الياسق هو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها ملك التتار من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية، والملة الإسلامية، انظر تفسير ابن كثير ٢/ ٦٧. البداية والنهاية ١٣/ ١١٨، ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>