للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ" وقَالَ: "إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعْ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ" (١).

وخرج الترمذي في جامعه، وقال حسن صحيح عن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصورة في البيت ونهى أن يصنع ذلك" (٢).

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً (٣) لِي بِقِرَامٍ (٤) فِيهِ تَمَاثِيلُ (٥) فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ (٦) بخَلْقِ اللهِ" قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ


(١) أخرجه مسلم (٢١١٠). قال النووي: "وأما قوله في رواية ابن عباس (يَجعل له) فهو بفتح الياء من (يَجعل) والفاعل: هو الله تعالى، أُضمر للعلم به قال القاضي في رواية ابن عباس: يحتمل أن معناها أن الصورة التي صورها هي تعذبه بعد أن يجعل فيها روح وتكون الباء في (بكل) بمعنى (في) قال: ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها شخص يعذبه وتكون "الباء" بمعنى "لام السبب") شرح النووي ١٤/ ٩٠.
(٢) أخرجه الترمذي (١٧٤٩)، والإمام أحمد (١٤٦٥٠) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(٣) بيت صغير علقت الستر عليه.
(٤) بكسر القاف وتخفيف الراء: ستر فيه رقم ونقش.
(٥) جمع تمثال: وهو الشيء المصور ويكون نقشًا أو دهانًا أو نسجًا في ثوب.
(٦) أي يشابهون. قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ١٠/ ٣٢٢: "وقد استشكل كون المصور أشد الناس عذابًا مع قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦] فإنه يقتضي أن يكون المصور أشد عذابًا من آل فرعون وأجاب الطبري: بأن المراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصدًا له، فإنه يكفر بذلك، فلا يبعد أن يدخل مدخل آل فرعون، وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصيًا بتصويره فقط. وأجاب غيره: بأن الرواية بإثبات "من" ثابتة، وبحذفها محمولة عليها، وإذا كان من يفعل التصوير من أشد الناس عذابًا كان مشتركًا مع غيره، وليس في الآية ما يقتضي اختصاص آل فرعون بأشد العذاب، بل هم في العذاب الأشد، فكذلك غيرهم يجوز أن يكون في العذاب الأشد. وقوى الطحاوي ذلك بما أخرجه من وجه آخر عن ابن مسعود رفعه: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتل نبيًا أو قتله نبيٌّ، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين" وكذا أخرجه أحمد. وقد وقع بعض هذه الزيادة في رواية ابن أبي عمر التي أشرت =

<<  <  ج: ص:  >  >>