للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفرهم، وكفر من شك في كفرهم" (١).

قال ابن القيم في طبقة المقلدين وجهال الكفرة من أتباعهم: "اتفقت الأمة على أن هذه الطبقات كفار وإن جهالًا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين، لا الصحابة ولا التابعين، ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعضها أهل الكلام المحدث في الإسلام، وقد صح رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة" وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر" (٢).

وقال بعد ذلك: "والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرًا معاندًا فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارًا" (٣).

فيجب أن يُقطع الشك في حكم من دان بغير الإسلام ويستيقن أنهم كفار ومن شك في كفرهم فهو مكذب للقرآن الذي قطع بكفرهم في أكثر من موضع، وتقدم ذكر أدلة على ذلك من الكتاب والسنة قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام العشرة: "الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر إجماعًا" (٤).

قال الشيخ ابن عثيمين: "وذلك لأن اليهود والنصارى كفّرهم الله عز وجل في كتابه،


(١) الدرر السنية ٨/ ٢١٣.
(٢) طريق الهجرتين ص ٤١١.
(٣) طريق الهجرتين ص ٤١١.
(٤) مجموعة الشيخ، الرسائل الشخصية ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>