للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا: "إفراد الله - سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات" (١).

والمعنى اعتقاد أنه إله واحد لا شريك له ولا نظير ولا ند ولا مثل مع التوجه إليه وحده بالعبادة سبحانة؛ لأنه المنفرد بما له من ذات وصفات لا يشاركه فيها أحد سواه. فهو واحد في إلاهيته لا إله غيره. واحد في ربوبيته لا رب سواه. وواحد في كل ما ثبت له من صفات الكمال التي لا تنبغي إلا له.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "وسمي دين الإسلام توحيدا، لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله لا شريك له، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين الذين جاؤوا به من عند الله" (٢).

وقال السفاريني هو: "إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتا وصفات وأفعالًا" (٣).

والمعبود هو الله وحده، فالإيمان بالله سبحانه يتضمن توحيده: في ربوبيته، وفي ألوهيته، وفي أسمائه وصفاته (٤).

وقد استوفيت الأدلة على التوحيد في أول الكتاب باب (لا إله إلا الله).

* بم يكون التوحيد؟

التوحيد لا يكون باللسان فقط. قال الشيخ محمد بن إبراهيم: "بل إجماع بين أهل العلم أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فلا بد من الثلاثة؛ لا بد أن يكون هو المعتقد في قلبه، ولا بد أن يكون هو الذي ينطق به لسانه، ولا بد أن يكون


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ١.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٣٢، ٣٣.
(٣) لوامع الأنوار للسفاريني ١/ ٥٧.
(٤) شرح الطحاوية ص ٧٦، تيسير العزيز الحميد ص ٧، الروضة ص ٩، ودعوة التوحيد ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>