للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هو الذي تعمل به جوارحه فلو وحد بلسانه دون قلبه ما نفعه توحيده، ولو وحد بقلبه وأركانه دون لسانه ما نفعه ذلك، ولو وحد بأركانه دون الباقي لم يكن الرجل مسلمًا هذا إجماع أن الإنسان لا بد أن يكون موحدا باعتقاده ولسانه وعمله" (١).

وينقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع معروفة مشهورة (٢):

النوع الأول: توحيد الربوبية هو الاقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر لجميع الأمور، وهذا النوع من التوحيد أقر به المشركون ولم يدخلهم إقرارهم به في الإسلام.

النوع الثاني: توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة وهذا النوع هو الذي فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم.

النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

قال الجرجاني: "وهو ثلاثة أشياء: معرفة الله تعالى بالربوبية، والإقرار بالواحدانية، ونفي الأنداد عنه جملة" (٣).

وبعض العلماء أعاد هذه الأنواع الثلاثة إلى نوعين:

النوع الأول: في العلم والاعتقاد ويدخل فيه توحيد الله في الربوبية وتوحيده في الأسماء والصفات. ويسمى التوحيد العلمي لتعلقه بالأخبار والمعرفة (٤).

النوع الثاني: في الإرادة والقصد وهو توحيد الله في ألوهيته سبحانه (٥).

فهذان نوعان فيهما الثلاثة الأول ودل على هذا التقسيم الاستقراء والتتبع إذ أن


(١) شرح كشف الشبهات ص ١٢٦.
(٢) وقد أفردت لكل منها بابًا فليراجع.
(٣) التعريفات ص ٩٦.
(٤) انظر باب (توحيد المعرفة والإثبات).
(٥) انظر باب (توحيد القصد والطلب).

<<  <  ج: ص:  >  >>