للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} [الأنعام: ٨٢] الآية. وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال يا موسى: لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله" (١).

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله عزَّ وجلَّ: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .. الحديث وفيه: ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة" (٢).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ... " الحديث وفيه: إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" (٣).

قال ابن رجب: "من جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا لقيه الله بقرابها مغفرة، لكن هذا مع مشيئة الله عزَّ وجلَّ، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار، بل يخرج منها ثم يدخل الجنة، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه الله تعالى فيه، وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند


(١) أخرجه ابن حبان والحاكم وصححه. وفي هذا الحديث وغيره رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد (الله الله) أفضل من الذكر بالجملة المركبة، كقوله سبحان الله وسبحان والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وزعمهم هذا فاسد، فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام، ولا يدل على مدح ولا تعظيم، ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل الذاكر به في عقد الإسلام جملة، فلو قال الكافر (الله، الله) طول عمره لم يصر بذلك مسلما فضلا أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار، إلى آخر ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه: سفر الهجرتين. انظر التنبيهات السنية للرشيد ص ٨.
(٢) أخرجه مسلم (٢٦٨٧).
(٣) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب (٣٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>