للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب" (١).

وفي قول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠)} [النحل: ١٢٠]، يقول الشيخ سليمان بن عبد الله: "وصف الله إبراهيم عليه السلام في هذه الآية بهذه الصفات الجليلة التي هي أعلى درجات تحقيق التوحيد، ترغيبا في اتباعه في التوحيد، وتحقيق العبودية فاتباع الأوامر، وترك النواهي، فمن اتبعه في ذلك، فإنه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما يدخلها إبراهيم عليه السلام" (٢).

والصفات التي جمعت له في هذه الآية هي:

١ - أنه كان أمة قدوة وإمامًا معلمًا للخير وإمامًا يقتدى.

٢ - أنه كان قانتًا لله أي خاشعًا مطيعًا مداومًا للطاعة.

٣ - أنه كان حنيفًا أي مائلًا قصدًا عن الشرك.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الكلام على هذه الآية: " {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين {قَانِتًا لِلَّهِ} لا للملوك ولا للتجار المترفين، {حَنِيفًا} لا يميل يمينا ولا شمالا كفعل العلماء المفتونين، {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} خلافًا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين" (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليه هو الذي جعله الله إماما لمن بعده من الناس، فلا يوجد قط مؤمن ولا منافق يظهر الإيمان إلا وهو معظم لإبراهيم، وإن كان فيهم من يكذب بكثير مما كان عليه إبراهيم. وقد جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، فالأنبياء بعده من ذريته، فلا


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٩٩.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٩٩.
(٣) فتح المجيد ص ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>