للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنما المراد أنهم يتركون الأمور المكروهة -مع حاجتهم إليها- توكلًا على الله، كالاسترقاء والاكتواء، فتركهم له ليس لكونه سببًا لكن لكونه مكروهًا، لا سيما والمريض يتشبث بما يظنه سببًا لشفائه بخيط العنكبوت، أما نفس مباشرة الأسباب والتداوي على وجه لا كراهة فيه، فغير قادح في التوكل، فلا يكون تركه مشروعًا" (١).

وقال الشيخ ابن قاسم رحمه الله: "وإنما المراد وصف السبعين ألفًا بتمام التوكل فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم" (٢).

وقال الشيخ السعدي رحمه الله: "ومن أخص ما يدل على تحقيق التوحيد كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله بحيث لا يلتفت القلب إلى المخلوقين في شأن من شئونه ولا يستشرف إليهم بقلبه، ولا يسألهم بلسان مقاله وحاله بل يكون ظاهره وباطنه وأقواله وأفعاله وحبُّه وبغضُه وجميع أحواله كلها مقصودًا بها وجه الله متبعًا فيها رسول الله" (٣).

وبيَّن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن مَنْ يطلب مَنْ يرقيه فقد فاته الكمال (٤).

وقال الشيخ صالح الفوزان: "لأن طلب الرقية من الناس سؤال للمخلوقين، والسؤال للمخلوق فيه ذلة، فهم يستغنون عن الناس ويعتمدون على الله سبحانه وتعالى، وهذا من تمام التوحيد أن الإنسان لا يسأل الناس ... وسؤال المال يجوز للحاجة إذا كان الإنسان مضطرًا، فإنه يجوز أن يسأل الناس حتى ترتفع ضرورته، أما السؤال الإنسان الناس وهو غني فهذا حرام" (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ١١٠، ١١١.
(٢) حاشية كتاب التوحيد ص ٤٥.
(٣) القول السديد ص ٢٣.
(٤) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٩٩.
(٥) إعانة المستفيد ١/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>