للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيتَ رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا شيء له"، فأعادها ثلاث مرات يقول له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا شيء له". ثم قال: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا وابتغى به وجهه" (١).

٤ - بعض الناس عِنْدَما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية، فمثلًا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة، ولذلك بَيَّنَ الله تعالى في كتابه عن حكمة الصوم مثلًا أنه سبب للتقوى، فالفوائد الدينية هي الأصل، والدنيوية ثانوية (٢).

٥ - سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - السؤال التالي: يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عِنْدَ قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج؟

فأجاب بقوله: "يُجاب عن ذلك بأمور:

أحدها: أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة.

الثاني: أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد.


(١) أخرجه النسائي (٣١٤٢) والطبراني (٧٦٢٨)، قال الحافظ في الفتح: إسناده جيد ٦/ ٢٨، وحسنه العراقي في تخريج الإحياء ٤/ ٣٨٤.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ٢٠٨، ١٠/ ٧٢١، وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ٢/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>