للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثالث: أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٣،٢] وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي" (١).

٦ - بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن من طلب العلم أو غيره مما هو خير في نفسه لما فيه من المحبة له لا لله ولا لغيره من الشركاء فليس مذمومًا بل قد يثاب بأنواع من الثواب، إما بزيادة فيها وفي أمثالها فيتنعم بذلك في الدنيا ولو كان فعل كل حسن لم يفعل لله مذمومًا لما أطعم الكافر بحسناته في الدنيا؛ لأنها تكون سيئات، وقد يكون من فوائد ذلك وثوابه في الدنيا أن يهديه الله إلى أن يتقرب بها إليه وهذا معنى قول بعضهم: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله" وقول آخر: "طلبهم له نية". يعني نفس طلبهم حسن ينفعهم، وهذا قيل في العلم لأنه الدليل المرشد فإذا طلبه بالمحبة وحصَّله عرّفه الإخلاص، فالإخلاص لا يقع إلا بالعلم فلو كان طلبه لا يكون إلا بالإخلاص لزم الدور (٢).

٧ - قال الألوسي في تفسير قول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود: ١٥]: "وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما أن آية الإسراء: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: ١٨] نسخت آية هود" (٣).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "نسختها أي: قيدتها وخصصتها، فإن السلف كانوا يسمون التقييد والتخصيص نسخًا، وإلا فالآية محكمة" (٤).


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ٢٠٧، ٢٠٨.
(٢) مستفاد من كتاب غذاء الألباب ٢/ ٥٢٠.
(٣) روح المعاني ٦/ ٢٢٦.
(٤) تيسير العزيز الحميد ص ٥٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>