للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أنس بن مالك والحسن: "نزلت في اليهود والنصارى" (١).

وقال غيرهم: "هذا في الكفار" (٢).

* وهنا يرد إشكالان:

الأول: دلالة الآية في الكفار الأصليين فكيف تذكر في حق المسلمين؟.

الثاني: أنها لو كانت في المسلمين لاقتضى تخليد المؤمن المريد بعمله الدنيا في النار (٣).

ويجاب عن الإشكال الأول: بأن السلف ورد عنهم أيضًا أنهم أدخلوا أصنافًا من المسلمين في هذه الآية فقال مجاهد في تفسيرها: "هم أهل الرياء" (٤).

وقال البغوي: "نزلت في كل من عمل عملًا يريد به غير الله - عز وجل -" (٥).

وفي التيسير: "قال الضحاك: "من عمل صالحًا من أهل الإيمان من غير تقوى، عجل له ثواب عمله في الدنيا، واختاره الفراء قال ابن القيم: "وهذا القول أرجح ومعنى الآية على هذا: من كان يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها" (٦).

فهذه الآية وإن نزلت في الكفار فإن بعض المؤمنين اشتركوا معهم في وصفهم فأصبح الحكم واحدًا، ومن هنا ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذه الآية في باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

والعبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالآية نزلت في الكفار ولكن لفظها يشمل كل من أراد الدنيا بعمله الصالح من غير الكفار وهي في حق المسلم


(١) ابن كثير ٤/ ٣١٠.
(٢) البغوي ٤/ ١٦٦، والطبري ١٥/ ٢٦٥.
(٣) انظر: تيسير العزيز الحميد ص ٥٤٠.
(٤) البغوي ٤/ ١٦٦، وابن كثير ٤/ ٣١٠.
(٥) البغوي ٤/ ١٦٥.
(٦) تيسير العزيز الحميد ٥٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>