للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودليل ذلك حديث جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قبل موته بثلاث أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحُسِن الظنَّ بالله عزَّ وجلَّ" (١).

وقال إبراهيم بن يزيد النخعي: "كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحُسِن ظنَّه بربه" (٢).

وعن المعتمر بن سليمان قال: قال لي أبي حين حضرته الوفاة: "يا معتمر" حدثني بالرخص لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به" (٣).

وقال القرطبي رَحِمَه الله: "قال بعض أهل العلم: ينبغي أن يغلب الخوف والرجاء طول الحياة، فإذا جاء الموت غلَّب الرجاء قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله" (٤).

وقال النووي رَحِمَه الله: "اعلم أن المختار للعبد في حالة صحته أن يكون خائفًا راجيًا ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي حال المرض يمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك" (٥).

وقال ابن مفلح رَحِمَه الله: "وينبغي أن يكون رجاء المريض أكثر، وقطع به صاحب "النظم" (٦) " (٧).

وقال ابن رجب: "ومنهم من رجح الخوف على الرجاء وهو يحكى عن


(١) أخرجه مسلم (٢٨٧٧)، وأبو داود (٣١١٣)، وابن ماجه (٤١٦٧).
(٢) شعب الإيمان للبيهقي ٢/ ٦، ٧ (١٠٠٧).
(٣) شعب الإيمان للبيهقي ٢/ ٧ (١٠٠٨).
(٤) جامع أحكام القرآن للقرطبي ٧/ ٢٢٧.
(٥) رياض الصالحين ٢٠٧، ٢٠٨. وانظر مثله في روح المعاني للألوسي ١٥/ ١٠٠.
(٦) صاحب النظم هو محمد بن عبد القوي المرداوي (ت:٦٩٩ هـ).
(٧) الآداب الشرعية ٢/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>